هذا ما يحدث للشعب طيلة حياته!
يمنات
ماجد زايد
سافرنا لساعات مرورًا بعشرات النقاط الأمنية حتى تجاوزنا منطقة الحوثيين الجغرافية، وبمجرد أن وصلنا أول نقاط الشرعية في “قانية” أوقفنا الجتود وأطلقوا الرصاص الحي علينا، كان بجوارنا نساء وأطفال وعلم يرفرف في الهواء، كان الجنود يطلقون النار وهم يرتدون بزاتهم النظيفة والأنيقة ويرفعون صور رئيسهم البعيد، كان أحدهم يصرخ في وجوهنا قائلًا: أذهبوا الى الحوثي وموتوا معه بفيروس كورونا، إذهبوا اليه ودعوه ينقذكم، هيا إذهبوا قبل أن أقتلكم، لن يعبر أحد من هنا على الإطلاق!!
تراجع الكثير من العالقين برفقة أطفالهم ونساءهم، وهممنا بعدهم بالمغادرة، وبينما نحن كذلك، أشار أحد الجنود لأحد العالقين بالإقتراب، شخص من آل الشامي يعمل في بنك سبأ الإسلامي، طلب منه تشغيل سيارته والدخول ثم إبتسم اليه قائلاً: لقد إتصل أصدقاءك وطلبوا منا السماح لك بالمرور، تفضل وسامحنا على عرقلتك وعدم معرفتك!
عبر الشخص صوب وطنه الخاص وعاد بقية الشعب من حيث آتوا، هذا ما يحدث للشعب طيلة حياته!
لا شأن لي بما حدث، ولا أفكر بطريقة سلالية أو عنصرية، ولكني أستغرب من تناقض الحقيقة عند تجريبها في الواقع من ناحية الإدعاءات بين الإنقلاب والشرعية، بين الجمهورية والسلالية، بين تفخيخ الجغرافيا بالكثير من المسميات المزيفة في عقول الشباب، لكنهم بعد عمليات التفخيخ يحبون بعضهم ويسهلون لبعضهم ويتواصلون ببعضهم، ومع الشعب يتصرفون كـ قطاع طرق، ليس لشيء فقط لأن ما يقدمونه دائمًا مرهون بصدق نواياهم وما بتمنون فعله لاحقًا فيما لو تغيرت المعطيات والموازين.
بعد هذا التشدد والتعالي والغرور، غادرنا وبقينا في مكان قريب، بقينا ننتظر بجوار بعضنا ومأسينا، كنا شعب متنوع ينتمي لأماكن كثيرة من جغرافيا الوطن القديم، مرت ساعات ونحن ننتظر بلا جدوى، وبعد ساعات تفاجأنا بأنهم أدخلوا سيارتين لاحقتين كانتا عالقتين معنا وتحملان على متنها عدد من موظفي بنك التضامن الإسلامي، ومعهم كان يركب زميلين لنا، عبروا بالحيلة ضمن فريق أخر وتسوية مالية أخرى!
لن أكتب المزيد، لأني مازلت هنا وسأعود في الغد لأحاول العبور مجددًا، وإن كرروا هذا التبجح والغرور والمحسوبية سأعود مغادرًا للأبد صوب أعظم مدينة وأشرف مكان، صوب صنعاء عليها السلام من قلبي للأبد.
سلام عليكم من وطن الأخرين، من هذا المكان الترابي الذي لا أعرف حتى إسمه.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.